القاهرة - أ.ق.ت - فادى لبيب : في خطوة جديدة تعكس تسارع جهود الدولة المصرية لتوطين صناعة السيارات وجذب الاستثمارات الأجنبية، أعلن وزير الصناعة والنقل كامل الوزير عن بدء تنفيذ مدينة متكاملة لإنتاج السيارات ومكوناتها في مدينة السادس من أكتوبر ... وذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية لتطوير صناعة السيارات التي تستهدف رفع نسبة المكوّن المحلي، ومضاعفة الإنتاج إلى 260 ألف سيارة سنويًا بحلول عام 2026.
ويأتي المشروع – الذي يُعد الأضخم من نوعه في المنطقة – كمنصة صناعية ولوجستية متكاملة تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة وتصدير السيارات، مستفيدًا من الموقع الاستراتيجي، والبنية التحتية المتطورة، والحوافز الحكومية الداعمة للمستثمرين المحليين والعالميين.
1. الخلفيات والدافع الاستراتيجي
تهدف مصر إلى دفع قطاع السيارات والصناعات المغذية إلى مرتبة أكبر ضمن خطتها الصناعية والتنموية، بالنظر إلى أن هذا القطاع يُعدّ من الأصناف الاستراتيجية في ظل سلاسل التوريد العالمية المتغيّرة، وتنامي الاهتمام العالمي بالمنتجات منخفضة الانبعاثات، والهجينة، والكهربائية.
- أطلقت وزارة الصناعة والتجارة والمناطق الحرة برنامجاً وطنياً لتطوير صناعة السيارات (برنامج تطوير صناعة السيارات في مصر) في أواخر أكتوبر 2025، والذي يركّز على توطين التصنيع، وزيادة محتوى المكوّن المحلي، وتعظيم القيمة المضافة، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
- وبموازاة ذلك، أُعلِن عن إنشاء مدينة صناعية متكاملة لإنتاج السيارات ومكوناتها في مدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة) كمكوّن أساسي في هذه الاستراتيجية، وذلك بالتزامن مع وضع حجر أساس مصنع تابع لـ مجموعة منصور للسيارات (MAC for Mobility Manufacturing) ضمن المشروع.
- يأتي هذا المسعى في وقت تشهد فيه مبيعات السيارات المحلية والفورية – حسب البيانات – ارتفاعاً ملحوظاً، كما تسعى الحكومة إلى تخصيص حصة من الإنتاج للتصدير. (مثلاً، استهداف إنتاج 260 ألف سيارة سنوياً بحلول 2026، وما يزيد عن 400 ألف بحلول 2030، مع تخصيص رُبعها للتصدير).
2. التصريح الرسمي وأصله
- أشار كامل الوزير، وزير الصناعة والنقل بالمشتركة (والذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية)، خلال مؤتمر صحفي بمناسبة وضع حجر الأساس لمصنع MAC التابع لمجموعة منصور، إلى أن المشروع سيُقام بجوار مصنع المجموعة قرب ميناء أكتوبر الجاف، ويهدف إلى أن يكون «نواة» مدينة لإنتاج السيارات ومكوناتها في مدينة السادس من أكتوبر.
- في بيان رسمي صادر عن وزارة الصناعة جاء أن البرنامج الوطني يستهدف رفع نسبة القيمة المضافة المحلية إلى نحو 60 ٪، ورفع نسبة المكونات المحلية إلى أكثر من 35 ٪، وتوسيع قدرات الإنتاج.
- ووفقاً لبيان آخر، فإن استثمارات مصنع MAC تتجاوز 150 مليون دولار، على أرض بمساحة حوالي 55,000 متر مربع تقع في مدينة السادس من أكتوبر.
3. تصميم المشروع ومراحله والخطوات المتخذة
الأبعاد الفنية والاستثمارية
- مصنع MAC – التابع لمجموعة منصور – يتم إنشاؤه على أرض بمساحة 55,000 م² في مدينة السادس من أكتوبر.
- الاستثمار المعلن تجاوز 150 مليون دولار في المرحلة الأولى.
- المرحلة الأولى تستهدف إنتاج 50,000 سيارة صديقة للبيئة (fuel-powered أو هجينة أو كهربائية) سنوياً، مع خطة لاحقة لرفع الإنتاج إلى نحو 100,000 وحدة/سنة.
- كما يتضمن المشروع خلق ما بين 6,000 إلى 10,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
دعم السياسات والحوافز
- يشمل البرنامج الوطني منظومة حوافز مرتبطة بالأداء: مثل تشجيع المكوّن المحلي، الإنتاج السنوي، استخدام التكنولوجيا الخضراء، التصدير، والمراكز الصناعية ذات الأولوية.
- تشترط الحوافز مثلاً أن يبدأ المصنع الجديد بإنتاج لا يقل عن 10,000 وحدة سنوياً (لنماذج الوقود التقليدي) أو 1,000 وحدة سنوياً لنماذج الكهرباء، على أن ترتفع هذه الأرقام مع الزمن، فضلاً عن رفع نسبة المكون المحلي إلى 35% أو أكثر.
موقع المشروع ودوره في مدينة السادس من أكتوبر
- تم اختيار مدينة السادس من أكتوبر باعتبارها أحد المناطق الصناعية ذات الأولوية، وقربها من البنية التحتية للنقل والموانئ والصناعات المغذية، مما يسهم في خفض تكاليف اللوجستيات وسلاسل التوريد.
- المشروع يُعتبر بمثابة «نواة» أو مركز لإنشاء ما يمكن تسميته «مدينة صناعة السيارات» أو «منطقة صناعية متكاملة للسيارات ومكوناتها» داخل مدينة السادس من أكتوبر أو بجوارها، وهو ما يتضمن إنشاء خطوط تجميع للمركبات، مصانع مكونات وإمداد، بنية تحتية لوجستية، وربما مراكز بحث وتطوير.
4. أهداف الإنتاج والمحتوى المحلي والتصدير
- وفق البيانات، تستهدف مصر رفع إنتاج السيارات محلياً إلى نحو 260 000 وحدة عام 2026، مقارنة بحوالي 95 000 وحدة حالياً، ثم تجاوز 400 000 وحدة عام 2030، على أن تُخصص رُبع هذا الإنتاج للتصدير (بحسب الخبر المعروض من الشرق).
- في إطار البرنامج الوطني، تسعى الدولة إلى رفع نسبة القيمة المضافة المحلية إلى ~60%، وزيادة المكونات المحلية إلى أكثر من ~35%.
- من واقع التصريحات: «كل شركة تُستهدف أن تصل طاقتها إلى نحو 100,000 سيارة سنوياً، ومنها 7,000 سيارة كهربائية حتى عام 2032».
5. خلفيات الصناعة في مصر وسياقها
- الصناعة الذاتية لصناعة السيارات في مصر مرت بعدة مراحل: مشكلات في القوة الشرائية، الاعتماد على التجميع فقط، ضعف المكونات المحلية، تأثيرات أسعار الصرف، وغيرها.
- لكن هناك اليوم اندفاعة قوية من الحكومة نحو تغيير المعادلة، والاتجاه إلى «التصنيع وليس مجرد التجميع»، وتعميق تكامل سلسلة التوريد داخل مصر، وإدخال الصناعات المغذية، والصناعات الخضراء، وصناعة السيارات الكهربائية والهجينة.
- مدينة السادس من أكتوبر تُعدّ من المناطق الصناعية الكبرى في غرب القاهرة، وتضم عدداً من مصنّعي التجميع المحلي، فضلاً عن المناطق اللوجستية والبنية التحتية المناسبة.
6. الفرص والتحديات
الفرص
- استغلال الموقع الاستراتيجي: قربها من غرب القاهرة، من شبكة الطرق والموانئ .
- ما يسهّل التصدير وسلاسل التوريد.
- وجود قاعدة صناعية وإرث في التجميع المحلي – يمكن البناء عليها للتوسّع نحو الصناعات المغذية والمكونات.
- سوق محلية كبيرة ومتنامية – ومع تحسين القدرات التصنيعية، يمكن أيضاً استهداف التصدير إلى أفريقيا والشرق الأوسط.
- توجّه عالمي نحو السيارات الكهربائية والهجينة، مما يفتح مجالاً مبكّراً لمصر لتصبح مركزاً إقليمياً بهذه الفئة.
التحديات
- تحقيق نسبة محتوى محلي >35 ٪ أو قيمة مضافة ≈60 ٪ يتطلب تطويراً واسعاً لمكونات التصنيع والتكنولوجيا، والبنية التحتية، وكوادر مدرّبة.
- المنافسة الإقليمية من دول مثل المغرب، تركيا، جنوب أفريقيا، التي لديها ميزات تنافسية أقوى في بعض الجوانب.
- ضرورة استقرار البيئة الاستثمارية، ضمانات حقوق المستثمرين، البيروقراطية، والحوافز المطلوبة.
- التمويل، تكنولوجيا الإنتاج، وضمان الجودة والتصدير (المواصفات الدولية).
- ضرورة الربط مع الصناعات المغذية والمكونات، وليس فقط التجميع، لإكمال «نواة المدينة» المقترحة.
7. ما يعنيه «مدينة إنتاج السيارات» في السادس من أكتوبر
- من التصريحات، يبدو أن المشروع لا يقتصر على مصنّع تجميع واحد، بل هو بناء لـ «مدينة» أو منطقة صناعية متكاملة تشمل: خطوط تجميع السيارات، مصانع مكونات (مثل فلترات، أنظمة كهربائية، هيكل، إلخ)، وحدات بحث وتطوير، وربما شركات خدمات لوجستية وسلسلة توريد. مثلا، مصنع فلترات تابع لمجموعة منصور باستثمار 11 مليون دولار أعلن كجزء من توطين المكونات.
- التوجه هو نحو منطقة صناعية ذات أولوية، تستفيد من تسهيلات استثمارية، وحوافز، وبنية تحتية متخصصة، ما يجعلها مركزاً لصناعة السيارات ومكوناتها ليس فقط للسوق المحلي ولكن للتصدير.
- هذا يعني أيضاً تنمية المناطق المحيطة بالبنية التحتية (طرق، موانئ، سكك، خدمات لوجستية) وربما وجود «حزام صناعي» حول مدينة السادس من أكتوبر مخصّص لصناعة السيارات والمغذّات.
8. الجدول الزمني والتوقعات
- المرحلة الحالية (2025) – تم وضع حجر الأساس لمصنع MAC داخل مدينة السادس من أكتوبر، وإعلان استثمارات وموقع.
- المرحلة الأولى – إنتاج ~50,000 سيارة سنوياً في المصنع الجديد.
- إلى عام ~2032 – الوصول إلى إنتاج ~100,000 سيارة سنوياً في المنشأة، وربما أعلى؛ وزيادة مكون محلي ونسبة القيمة المضافة.
- على المستوى الوطني – الوصول بإنتاج السيارات إلى ~260,000 وحدة عام 2026، ومن ثم أكثر من ~400,000 وحدة بحلول 2030، مع تخصيص 25% منها للتصدير.
- المرحلة الأطول – تطور منظومة المكونات، تحويل مدينة السادس من أكتوبر إلى مركز للصناعات المغذية والمكونات، وتحقيق هدف تصدير ~4 مليارات دولار سنوياً (وفق تقديرات الخبر المقروء).
مشروع مدينة إنتاج السيارات ومكوناتها في مدينة السادس من أكتوبر يُعدّ خطوة محورية في استراتيجية مصر الصناعية، ويشكّل نقطة تحوّل نحو الانتقال من «تجميع السيارات» إلى «تصنيع السيارات والمكونات – صناعة متكاملة». التصريحات الرسمية واضحة في الطموح: رفع الإنتاج، تعميق التصنيع المحلي، استقطاب الاستثمار، التصدير، وتحقيق أرباح من العملة الصعبة. النجاح سيتطلب حرصاً على تنفيذ السياسات، جذب المستثمرين، توفير البنية التحتية، وتطوير القدرات المحلية.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق