كيف تحوّلت الشركة الصينية إلى منافس شرس لعمالقة الصناعة العالمية؟
مدينة شنتشن | الصين - أ.ق.ت - فادى لبيب : قبل عقدين فقط، لم يكن اسم BYD يثير كثيرًا من الانتباه خارج حدود الصين ...
لكنها اليوم تُصنّف كأكبر شركة سيارات كهربائية في العالم من حيث المبيعات، بل وتنافس على الزعامة في عدة أسواق استراتيجية، من آسيا إلى أوروبا، وحتى أميركا اللاتينية. فما القصة؟ ومن يقف خلف هذا الصعود الصاروخي؟🏁 البداية المتواضعة: مصنع بطاريات في شنتشن
تأسّست شركة BYD عام 1995 في مدينة شنتشن الصينية، على يد المهندس ورجل الأعمال وانغ تشوانفو، وكان تركيزها الأساسي على تصنيع بطاريات قابلة للشحن للهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
في ذلك الوقت، لم يكن قطاع السيارات على جدول أعمال الشركة. ولكن طموح وانغ، إلى جانب الدعم الحكومي المتزايد للابتكار والتكنولوجيا، دفع الشركة نحو خطوة غير متوقعة: الدخول إلى صناعة السيارات.
🏢 الأسم والمقر الرئيسي
- الاسم الكامل: BYD Company Limited (BYD Co. Ltd.)
- مقرها الرئيسى: مدينة شنتشن، مقاطعة قوانغدونغ، جمهورية الصين الشعبية
- عنوان محدد : No. 3009, BYD Road, Pingshan District, Shenzhen
📆 النشأة والتطور
- تأسّست سنة 1995 كمصنّع للبطاريات بمدى تركيز على تقنية الطاقة الجديدة. مؤسسها هو وانغ جوانفو (Wang Chuanfu).
- توسّعت من مجال البطاريات إلى المركبات – خصوصاً السيارات الكهربائية والهجينة – ثم إلى قطاعات مثل الطاقة الشمسية، تخزين الطاقة، والمواصلات العامة (مثل الحافلات والقطارات) .. وحتى الإلكترونيات.
🔍 النشاطات والأعمال الرئيسية
السيارات الكهربائية والهجينة
- BYD Auto هي الذراع المسؤولة عن السيارات.
- طُرحت عدة موديلات مشهورة، والسيارات تمثل الآن جزءاً كبيراً من إيرادات الشركة.
البطاريات وتخزين الطاقة
- تصنع بطاريات لأجهزة الكترونية، سيارات، وتطبيقات تخزين الطاقة الشمسية أو المجمعة.
- من الابتكارات المعلنة: بطارية تُعرف بـ Blade Battery والتي تبرز لكونها أكثر أمانًا وكفاءة.
الإلكترونيات والتجميع
- تصنيع مكوّنات الهواتف المحمولة، الأجزاء الإلكترونية، وتجميع منتجات استهلاكية إلى جانب التطبيقات المرتبطة بالمركبات الذكية.
البنى التحتية للنقل العام
- تعمل في مشاريع النقل العمومي، مثل الحافلات الكهربائية، بعض المشاريع في القطارات أو النقل السريع داخل المدن.
🚗 التحوّل الاستراتيجي: دخول سوق السيارات الكهربائية
بحلول عام 2003، استحوذت BYD على شركة سيارات صينية صغيرة، وبدأت تطوير سياراتها الخاصة. لكن التغير الحقيقي جاء عندما تبنت الشركة التحول نحو الطاقة النظيفة وأطلقت أولى سياراتها الكهربائية والهجينة.
في عام 2008، تلقّت الشركة دفعة معنوية ومالية هائلة عندما استثمرت فيها شركة بيركشير هاثاواي، التابعة للملياردير الأميركي وارن بافيت، والتي اشترت حصة بقيمة 230 مليون دولار – وهو ما اعتبره البعض آنذاك خطوة "غير تقليدية" من بافيت، لكنها كانت بداية قصة نجاح مدوية.
📈 الأرقام لا تكذب: عملاق عالمي
بحلول عام 2023، تفوقت BYD على منافستها الأميركية تسلا من حيث إجمالي عدد السيارات الكهربائية المُباعة عالميًا، سواء بالكامل كهربائية (BEV) أو هجينة قابلة للشحن (PHEV).
إجمالي المبيعات في 2023: أكثر من 3 ملايين سيارة.
صادرات إلى أكثر من 70 دولة، بينها دول في أوروبا وأميركا الجنوبية.
استثمارات ضخمة في المصانع الخارجية: من بينها مصانع في تايلاند، البرازيل، والمجر.
مراكز أبحاث متقدمة في مجال البطاريات، الشحن السريع، والذكاء الصناعي في القيادة.
🔋 نقاط القوة: التكامل الرأسي
واحدة من أبرز عناصر تفوّق BYD هي قدرتها على تصنيع معظم مكونات سياراتها داخليًا، وخاصة البطاريات – القلب النابض لأي سيارة كهربائية. تمتلك الشركة تقنية "Blade Battery"، وهي بطارية أكثر أمانًا وكفاءة، تُستخدم في العديد من طرازاتها.
هذا التكامل يُمكّن BYD من ضبط التكاليف، تسريع الإنتاج، والتكيّف بسرعة مع التغيرات السوقية، مقارنة بشركات تعتمد على موردين خارجيين.
🌍 خطة التوسع العالمي
BYD لم تكتفِ بالهيمنة على السوق المحلي، بل أعلنت بوضوح نيتها أن تكون علامة عالمية رائدة. من خطواتها:
إطلاق علامات تجارية فرعية موجهة للأسواق الأوروبية (مثل "Denza" و"Yangwang").
توقيع اتفاقيات لتوريد الحافلات الكهربائية في لندن، أستراليا، وبعض الدول الخليجية.
افتتاح معارض رئيسية في مدن أوروبية مثل برلين، باريس، ومدريد.
⚠️ تحديات في الطريق
ورغم النجاحات، فإن الطريق أمام BYD ليس مفروشًا بالورود. فالشركة تواجه عدة تحديات:
1. توتر العلاقات الصينية الغربية، وتأثيرها على السياسات الحمائية في أوروبا وأميركا.
2. المنافسة المحتدمة من شركات عملاقة مثل تسلا، فولكسفاغن، وهيونداي.
3. ضغوط الأسعار نتيجة حرب الأسعار في سوق السيارات الكهربائية داخل الصين وخارجها.
4. حواجز تقنية تتعلق بتقنيات القيادة الذاتية والبرمجيات، حيث ما زالت تتخلف نسبيًا عن منافسين غربيين.
📌 خلاصة: هل تصبح BYD "تويوتا المستقبل"؟
تحمل قصة BYD جميع ملامح "التحوّل الأسطوري" في عالم الأعمال. من مصنع بطاريات بسيط، إلى شركة تصدّر ملايين السيارات سنويًا، وتُعيد رسم خريطة صناعة النقل.
السنوات القادمة ستكون حاسمة: هل تواصل BYD صعودها لتُصبح مكافئة لـ"تويوتا العصر الكهربائي"؟ أم تصطدم بجدران السوق العالمية؟
الزمن فقط سيجيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق