بكين - أ.ق.ت - فادى لبييب : أعلنت شركة UBTECH Robotics الصينية عن بدء “أول إنتاج ضخم في العالم” لروبوتاتها البشرية الصناعية، في خطوة تُعد تحولًا تاريخيًا داخل قطاع التصنيع الذكي ...
وأكدت الشركة أن الدفعات الأولى من روبوت Walker S2 قد بدأت بالفعل في الخروج من خطوط الإنتاج، مع تجهيز مئات الوحدات للشحن إلى عدد من كبرى المصانع. ويُعد هذا النموذج من الروبوتات أحد أكثر النماذج تقدمًا في الصين، بفضل قدرته على الحركة البشرية المتقدمة والتعامل مع الأدوات والمكوّنات بدقة عالية.
وتشمل الجهات التي ستتسلم الروبوتات عددًا من عمالقة صناعة السيارات في الصين، مثل BYD وGeely وFAW-Volkswagen وDongfeng، وهي شركات تمتلك أكبر خطوط إنتاج سيارات كهربائية وتقليدية في السوق الصيني والعالمي. وتعكس هذه الشراكات عمق ثقة القطاع الصناعي في كفاءة الروبوتات البشرية لتسريع وتيرة التحول إلى التصنيع الذكي.
كما أعلنت UBTECH عن توسيع تعاونها مع مصنع الإلكترونيات العالمي Foxconn، الذي سيستخدم الروبوتات البشرية في مهام اللوجستيات والفحص ومراقبة الجودة وبعض عمليات التجميع، ما يعزز توجّه الشركات الكبرى نحو استبدال جزء من العمل اليدوي بروبوتات قادرة على العمل بوتيرة ثابتة وعلى مدار الساعة.
ويمتاز Walker S2 بقدرات تقنية واسعة، أبرزها نظام حركة عالي الدقة يحاكي الحركة البشرية، وذراعان بقبضة ذكية للتعامل مع القطع الصغيرة، إضافة إلى ميزة استبدال البطارية ذاتيًا التي تمنح الروبوت قدرة تشغيل مستمرة دون توقف، وهو عامل حاسم في خطوط الإنتاج السريعة داخل مصانع السيارات.
وتشير تقديرات الشركة إلى أن حجم الطلبات المتعاقد عليها خلال العام الجاري تجاوز 800 مليون يوان، مع هدف لتسليم ما يصل إلى 500 روبوت قبل نهاية العام. ويعكس هذا الرقم النمو المتسارع في اعتماد الروبوتات البشرية كقوة عمل صناعية موثوقة داخل المصانع عالية الإنتاجية.
وترى شركات السيارات الصينية الكبرى أن دمج الروبوتات البشرية داخل خطوط تصنيع الهياكل والمحركات والمكوّنات الكهربائية يفتح بابًا جديدًا لرفع الإنتاجية وتقليل الأخطاء وتحسين معايير الجودة، خصوصًا في ظل المنافسة الشرسة في سوق السيارات الكهربائية عالميًا.
وبهذه الخطوة، تعزز الصين موقعها كأحد أبرز اللاعبين عالميًا في صناعة الروبوتات البشرية الصناعية، حيث يجري توظيف هذه التقنيات ليس فقط كحلول مساندة، بل كعنصر أساسي في بناء الجيل الجديد من المصانع الذكية. وتمهد هذه الموجة الجديدة لمرحلة قد تتحول فيها الروبوتات البشرية إلى جزء رئيسي من القوى العاملة في صناعة السيارات والإلكترونيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق